تعز اليوم
نافذة على تعز

افلاس خطباء الإصلاح

حسان الياسري_ تعز اليوم:

لقد مللنا من كذبهم وخداعهم، ورغم أن الكثير من المواطنين لم يعودوا يصدقوهم وباتوا يدركون خططهم وتلاعبهم بعواطف الناس إلا إنهم لا يزالون يعتقدون بأننا مغفلين واننا بعقلية ما قبل خمسون عاماً ..
لنذهب إلى مثال قريب حدث اليوم، فخطيب حارة الضربة في تعز بدء خطبة الجمعة الاولى بطرح قضية الجوار وبحقوق الجار واورد قصصاً من ايام الرسول _ص_ وكانت الخطبة جميلة وهادفة وبعثت على الارتياح في نفوس المصليين وكنت انتظر اللحظة التي اكمل الصلاة وأقبل رأسه في حال استمر بتلك الخطبة التوعية والتي تحبب الناس ببعضها وتحث على التراحم فيما بينهم، وكان الشك يساورني بأنه لن يستمر على ذلك المنوال لما ألفته من خطب سابقة، ولا اخفيكم أني كنت في صراع مع النفس والعقل، إلى ظهرت الحقيقة واعلنت الهزيمة، فقد كان حديثة مجرد فخ وطريقة خبيثة لدس السم في العسل كما هي عادتهم منذ عام 1928م عندما تأسس تنظيمهم بقيادة حسن البناء الذي أصاب الأمة بمقتل ولا تزال منطقتنا العربية تعيش ويلات افكاره الدموية والارهابية، والذي اتخذ وأتباعه من الدين والاسلام سلّماً لبلوغ أهدافهم والوصول للحكم وخدمة تنظيمهم لا خدمة الشعوب المخدوعة وقد نال جزاءه لعله يكون تطهيراً له..
بالعودة للموضوع فإن الخطيب في الجزء الثاني للخطبة تطرق لحادثة المغدور به الشاب الشهيد بإذن الله عبدالله الاغبري في صنعاء ولأنه يعلم أن الحوثي سينفذ حكم الاعدام بالجناة وعلى مرأى ومسمع من سكان صنعاء ودون أي تلاعب أو قبول بأي حلول تضيع من دم شاب بريء، كما أكد الخطيب بنفسه وشهد بذلك، ويتناقض مع نفسه في ذات اللحظة كما سنذكر لاحقاً، فقد قام الخطيب بتحذير المصلين من أن يصدقوا أو ينخدعوا بأن هناك عدالة لدى مناطق الحوثيين، متحججاً بأن الحوثي يقتل أبناء تعز ويحاصرهم، ونحن نرى هذا الأمر هو نتيجة طبيعية للحرب وتحصل بين الخصوم في اي دولة ما بغض النظر من هو على حق أو على باطل، وهذا العذر أو المبرر الذي ذهب إليه الخطيب عبدالوهاب الميرابي هو الإفلاس والعقم لديهم، فهم عندما يعجزون عن تحقيق شيء يلجأون إلى المهاجمة والنيل ممن حققوا ما عجزوا هم عن تحقيقه وهو بمثابة ترحيل سلبياتهم وتحويلها تجاه الآخرين، وهذا هو ديدنهم ولا غرابة في ذلك، ثم وصف الميرابي أن الحكم الذي سيصدره الحوثيون ما هو إلا دعاية إعلامية واستثمار لتلميع أنفسهم أمام الرأي العام والمجتمع اليمني وهذا تأكيد آخر على فشلهم.
أي نعم أننا نختلف مع الحوثي في قضايا عديدة وان ما دار من حرب في البلاد هو صراع على السلطة لكنه (أي الحوثي) لديه قدرة فائقة في رفع مستوى أنصاره وزيادة ارتباطهم بمشروعة واستقطاب المزيد من المناهضين له، ولعلنا نسمع أراء القادمين من مناطقه وكيف يصفون الوضع الأمني هناك بالإيجابي، وبالمقابل تنحسر شعبية الشرعية في المناطق التي تحت قبضتها وهذا واضح ولا ينكره أحد ..
دعونا نقوم بمقارنة رغم معرفة الجميع بها، وذلك من حيث حوادث القتل التي تمت في مناطق طرفي الصراع، وسنجد وبدون نفاق أن هناك حالات عديدة تم تنفيذ حكم الاعدام فيها لدى الحوثي ومنها على هاشميين، بينما لم نسمع عن تنفيذ حكم واحد في مناطق من تُسمى مع الاسف بالشرعية، ولنفترض كما قال أو لمح الخطيب أن تلك الأحكام وتنفيذها يهدف الحوثي منها اظهار نفسه بالحاكم العادل وليست من باب تطبيق شرع الله، فلماذا لا تقوم سلطة الأمر الواقع التي تحكم تعز وغيرها من المحافظات بممارسة تلك الطريقة أن كانوا لا يهمهم تطبيق شريعة الله، الإجابة واضحة وهي أن من يحكمونا هم في الأساس إما قتلة وإما حماة للقتلة والمجرمين ..
أخيراً اقول واذكر الجميع بالقول المأثور .. إن الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافره ويخذل الدولة الظالمة وان كانت مسلمة
فالله لا يعنيه ولا يهمه من تعبد أو بمن تؤمن ولمن تصلي (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، فذلك أمر سيتم النظر فيه يوم الدين، وان ما يهمه هو العدل في الأرض .. العدل فقط فالكفر أو الايمان لن يزيد او يُنقص في مُلك الله شيء .
اقول قولي هذا ..
واستغفر الله لي ولمن يقول الحق في وجه سلطان جائر ..
وأقم الصلاة
——
من صفحة الكاتب بفيسبوك
قد يعجبك ايضا