تعز اليوم
نافذة على تعز

من يحكم تعز في ظل سيطرة الشرعية؟.. مسار الاشتباكات بين “غزوان وغدر” نموذجا

منذ اندلاع الحرب و فرض الشرعية سلطتها على معظم احيائها في عام 2015، أصبح الأمن هو المفقود الأول في قائمة طويلة من المفقودات لدى سكان مدينة تعز، نتيجة لتحول مدينتهم إلى مسرح للاشتباكات المسلحة والمتكررة بشكل شبه يومي بين المجاميع المسلحة المنضوية في جيش الشرعية  أو ما يعرف عند ابناء تعز بالمفصعيين”، في ظل دعم السلطة الأمنية والعسكرية “للمفصعيين” بالمال والسلاح وتغاضيها عن انتهاكاتهم بحق المواطنين واستثمارهم كأوراق لتصفية حساباتها السياسية والمادية، التقرير التالي يستطرد بالحقائق والأرقام مسار الاشتباكات المتواصلة بين فصيلين  “غزوان وغدر” من تلك المجاميع المسلحة التي حولت تعز من مدينة المشاقر إلى مدينة للأشباح.

سهيل أحمد_ تعز اليوم:

لا يبدو أن الاشتباكات المسلحة والفوضى الذي تشهدها مدينة تعز جراء الاشتباكات المتكررة بين مجاميع” غزوان المخلافي وغدر الشرعبي”، ستهدأ بتمكن مجاميع غزوان من قتل المدعو” أيمن الدامبي” صهير غدر وساعده الأيمن، بعد محاصرته والاشتباك معه لعدة ساعات يوم أمس السبت، طالما أن الأطراف المغذية للصراعات المجاميع المسلحة مستمرة في إعادة تخليقها مجددا ومدها بالمال والسلاح والنفوذ وإعطائها الضوء الأخضر لممارسة العبث في شوارع المدينة.

 

في ال29 من شهر يناير الماضي، بدأت شرارة المواجهات بين مجاميع المقرب من قائد اللواء 22ميكا، صادق سرحان،  المدعو، غزوان المخلافي، من جهة وبين مجاميع المدعو، غدر الشرعبي، من جهة أخرى وكلا الطرفان مطلوبان أمنيا لوجه العدالة بقضايا جنائية، فقد شهدت منطقة  جولة سنان التي تقع في قلب المدينة اشتباكات عنيفة بين الطرفان، وسببت حالة من الهلع لدى المواطنين واحدثت أضرار مادية.

بعدها بيوميين تحديدا، وفي الثاني من شهر نوفمبر الماضي، تجددت موجة الاشتباكات بين الطرفان وفي نفس المنطقة التي تقع بالقرب من العديد من المؤسسات العسكرية والأمنية، ونتج عنها مقتل واصابة 6 من مرافقي غزوان المخلافي بكمين نفذته مجاميع غدر، بينهم “غزوان المخلافي” نفسه الذي اصيب بالحادثة و تم اسعافة إلى مستشفى الروضة  لتلقي العلاج، بالوقت الذي عملت الأجهزة الأمنية على تحويط المستشفى لحمايته.

في مساء الثلاثاء الموافق 11 من شهر فبراير الماضي، نظمت مجاميع غزوان المخلافي بدعم وتعزيز من أطقم الحملة الأمنية حملة مداهمة لحي وادي القاضي، الذي يقطن فيه “غدر الشرعبي”، لتندلع اشتباكات عنيفة بالسلاح المتوسط والخفيف مع فرض حصار شبه مطبق على اهالي الحي الذين سقط منهم 2 من الضحايا، لم يتمكنوا من اسعافهم حتى وافتهم المنية،  واصيب 5 آخرين من المدنيين والجماعات المسلحة.

لقيت حادثة اشتباكات وادي القاضي استياء شعبي كبير بين نخب وأهالي تعز الذين سيروا تظاهرات منددة بالجهات الأمنية المختصة التي بدل ان تعمل على إلقاء القبض على الطرفين، جندت إمكانياتها المادية والإعلامية لصالح احدهم واشتركت بممارسة الانتهاكات بحق أهالي الحي تحت حجة “حملة أمنية لإلقاء القبض على مطلوبين”، والتي اتضح بعدها وعلى لسان ناطق شرطة تعز، أسامة الشرعبي،” انها كانت قضية ثار قبلي، وان التورط فيها خطيئة لا تغتفر”.

مع العلم أن جرائم وانتهاكات المجاميع المسلحة الأخرى لم تتوقف بحق أهالي مدينة تعز إلا أن خمس أشهر فقط لتطبيب جراح غزوان كانت منحة بالنسبة للاهالي  في توقف الفوضى بين الطرفين ربما لن تتعوض مرة أخرى  في ظل إدارة سلطات الشرعية للمدينة، ليتفجر الصراع مجددا في ال20 من يوليو الماضي، بعد نصب مجاميع غزوان المخلافي كمين مسلح لغدر الشرعبي أثناء خروجه من مطعم الراسني بحي سعيد وهو الكمين الذي كاد أن يلق غدر حتفه فيه لولا التدخل السريع من صهره “الدامبي” والذي تمكن من انقاضه ونصب كمين أخر لمجاميع غزوان في شارع التحرير وحرق سيارة تابعة لهم، في المقابل كانوا قد أحرقوا كمين لغدر في الكمين المسلح، ليسقط شخص ويصاب خمسة أخرين العديد تلك الجولة من الصراع ناهيك عن حالة الهلع والفزع التي أحدثتها بين المواطنين

ال9 من أغسطس الماضي كان الأعنف والأشد ضراوة وضحايا في جولات غزوان وغدر، عندما أقدمت مجاميع غزوان المخلافي على اقتحام منزل صهير غدر “أيمن الدامبي” في شارع التحرير الأسفل أحد أهم الشوارع التجارية في المدينة،  وقامت بإحراقه بعد قتل شقيقه الأصغر “أيهم ” بشكل وحشي، واصابة والده المدعو ” عبد الله حسن”، فيما قتل اثنين من مجاميع غزوان واثنين من المواطنين وهم : الشاب عمر مأمون وآية الله يحيى المقداد” بالإضافة إلى عشرات الإصابات بين المواطنين، الأمر الذي تسبب بحالة من الحرج لسلطات المحور التي كانت تقود حملة أمنية لتصفية خصومها في الحجرية، والتي كان قد برر مدير أمنها  الأكحلي في وقت سابق عدم إلقائه القبض على غزوان كونه على رأس المطلوبين أمنيا  بالقول انه ” يتجول في مناطق متاخمة للحوثيين” وهو ما أثار موجه من السخرية حينها

بعد أحداث أغسطس الدامية، أعلنت السلطات الأمنية قائمة بمن أسمتهم مطلوبين أمنيا وشملت معظم مجاميع غدر الشرعبي مستبعدة مجاميع غزوان المخلافي الذي أعلن عن تسليمه نفسه إلى سلطة المحور في مشهد شبه درامي واستقبالي، لتتوقف شبكات التواصل الاجتماعي في تعز عن الحديث عن ضحايا اشتباكات غزوان وغدر قبل أن تعود من جديد هذه المرة يوم أمس السبت بمقتل وسحل الدامبي، لتعود الأسئلة مجددا في الشارع التعزي عن دور قادة الوية عسكرية بالمحور بدعم تلك المجاميع؟

وعن الأدوار التي توظف بها تلك المجاميع المنفلتة لصالح القادة العسكريين؟

وعن ماهية دور السلطات الأمنية في ظل هذه الفوضى؟

ليأتي التساؤل الأبرز من يحكم تعز في ظل سيطرة الشرعية؟

 

قد يعجبك ايضا