تعز اليوم
نافذة على تعز

 مليشيا الحشد الشعبي بندقية الإصلاح القاتلة.. اقتحام المدينة القديمة وجرائم مليشيا الحشد الشعبي (ملف)

مليشيا الحشد الشعبي بندقية الإصلاح القاتلة لمشروع استعادة الدولة (اقتحام المدينة القديمة وجرائم مليشيا الحشد الشعبي)

– تفاصيل مقتل الأديبة والقاصة نجاة الجوفي (زوجة الفنان أحمد راوح) على يد المليشيا

– منظمة حقوقية: هجمات مليشيا الحشد الشعبي على المدينة القديمة حملت طابعا طائفيا وعدائيا

– التفاصيل الكاملة لقيام مليشيا الحشد بإعدام مواطن خارج إطار القانون

متابعات خاصة_ تعز اليوم:

رغم التوجيهات التي تذرعت بها مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية وحددت مدينة تعز القديمة كمكان لتواجد ماسمته بالعناصر المطلوبة أمنيا إلا أن المليشيا التابعة لحزب الإصلاح نشرت عناصرها واقتحمت أحياء عديدة خارج المدينة القديمة.

وفقا لشهادات محلية بدأت مليشيا الحشد الشعبي يوم 19 مارس 2019م بقصف منازل المواطنين في حي صينا المطل على المدينة القديمة من مواقعها في جبل صبر ومبنى الأمن السياسي، تمهيدا لاقتحامه والسيطرة عليه بهدف تأمين قوات مليشيا الحشد الشعبي في الجانب الآخر والتي تستعد لاقتحام المدينة القديمة.

في 21 مارس 2019م اقتحمت مليشيا الحشد الشعبي حارات صينة وتمركزت فيها واطلقت وبأسلوب غير مبرر فوهات نيرانها من أسلحة رشاش 12/7 وأعيرة نارية من أسلحة كلاشنكوف باتجاه منازل وحواري الحي.

إطلاق النار باتجاه منازل المواطنين لم يستند إلى مبرر واضح أو هدف أساسي حسب أهالي الحي وإنما هدف إلى إثارة الاستفزاز والهلع والرعب في نفوس الأهالي وإذلالهم وقتل وإصابة الأبرياء الامنين واقلاق السكينة العامة وفقا لتعبيرهم.

أبرز ضحايا هذه الهمجية كانت الأديبة والقاصة نجاة الجوفي زوجة الفنان المعروف أحمد رواح.

لم تكن نجاة تعلم بأن طلقات الموت التي تطلقها عناصر الحشد الشعبي الإخوانية على منازل الحي ستخترق نوافذ منزلها وجسدها النائم المطمئن الصائم ظهر الخميس 21 مارس.

يقول الفنان أحمد راوح عند الثانية ظهر ذلك اليوم تعرض منزله الكائن في حي صينة لعدد من الاعيرة النارية كان مصدرها بعض المنازل المطلة على (ساحة الإعدام).

تلك المنازل كانت تبعد قرابة 150 مترا عن منزله ويتمركز فيها عديد من عناصر الحشد الشعبي إضافة إلى عدد من أفراد اللجنة الأمنية حد وصفه.

اخترقت رصاصة الموت واحدة من نوافذ غرف المنزل حيث كانت الأديبة والقاصة نجاة الجوفي (45 عاما) لتستقر في جسد زوجته (منطقة الظهر) أدت الى وفاتها في الحال يفيد راوح.

ويقول في تلك اللحظات كانت زوجتي نائمة في حين كانت ابنتنا الوحيدة (14 سنة) تنتظر بشغف شديد دخول وقت مغرب ذلك اليوم المشئوم لتتمكن والدتها الصائمة من تناول فطورها لتقدم لها هدية عيد الأم 21 مارس.

 

” لقد حولت تلك الطلقة النارية كل أفراحنا إلى مأساة” يضيف راوح.

الحملة الأمنية الأولى في مدينة تعز القديمة والتي نفذها حزب الإصلاح عبر مليشيات حشده الشعبي (الجناح العسكري للحزب) شهدت عمليات إعدام أيضا لمواطنين دون محاكمة وخارج إطار القانون يمكن وصفها بجرائم حرب يتوجب التحقيق فيها ومحاكمة مرتكبيها والاقتصاص للضحايا وفقا للقانون الجنائي الدولي والمواثيق والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها اليمن.

منظمة حق وهي منظمة محلية معنية بالدفاع عن الحقوق والحريات وثقت واحدة من عمليات الإعدام خارج إطار القانون التي نفذتها مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية بحق مواطنين إبان مايسمى بالحملة الأمنية الأولى على المدينة القديمة.

الصوره لضحية “نجيب حنش

 

الجريمة طالت المواطن نجيب الحنش (40 عاما) وهو أحد سكان حارة السواني بالمدينة القديمة.

المواطن نجيب الحنش (أب لولدين وبنت) أعدم لمجرد أنه مواطنا ‏مدنياً بسيطا ولم يرتكب جرما أو ذنبا وفقا للمنظمة لكن عملية إعدامه بطريقة بشعة شهدت معاناة قاسية استمرت 3 ساعات ومراحل ثلاث قبل حرمانه من الحياة على أيدي جماعات مسلحة تعمل خارج القانون حد تأكيد المنظمة التي اتهمت أفراد الأمن بمساندة المسلحين ‏ومشاركتهم الجريمة.

تقول بدأت عملية اعدام نجيب باعتداء مسلح عليه أمام منزله وتصويبه بطلقة نارية بنية قتله عند الساعة الثامنة صباحاً، ثم تمت ملاحقته الى المستشفى لمنعه من المعاينة الطبية وفي حين لم تفلح محاولتهم تلك نجحوا في إخفانه لمدة ساعة من ‏الزمن بداخل المستشفى بمساندة رجال الأمن.

وتضيف “تمت عملية اختطافه من المستشفى واقتياده بقوة السلاح إلى منطقة تنفيذ عمليات الأعدام الميدانية (سائلة عصيفرة) ‏المتعارف عنها منذ عام 2015م وتم تنفيذ عملية الإعدام بحقه بعد أن تعرض للتعذيب وفقا لتقارير الطبية وافادة شهود تم التحفظ على أسمائهم وعناوينهم.

المنظمة نوهت إلى أن ‏ما تعرض له نجيب الحنش كان نتيجة للسلوكيات والتعبئة الفكرية الخاطئة التي تقود إلى التطرف والإرهاب، ورأت أن جرائم الهجمات المسلحة التي تعرضت لها المدينة القديمة في مارس – ابريل2019‏ حملت طابعا طائفيا عدائيا مؤكدة أن استمرارية الجسم المليشاوي الجديد تحت مسمى (الحشد الشعبي) هو ‏التهديد الحقيقي للمجتمع المدني بمدينة تعز.

– ‏تفاصيل عملية الإعدام :

يؤكد شقيق الضحية نجيب ناجي الحنش أن أخيه تعرض لعملية إعدام خارج نطاق القانون على أيدي مليشيات الحشد الشعبي المسلحة بمدينة تعز.

يقول “‏في تاريخ 2019/3/19م قامت عناصر مسلحه ترتدي ملابس مدنية بمهاجمة عددا من الأحياء في المدينة القديمة والأحياء ‏المجاورة لها بحجة البحث عن مطلوبين أمنياً ، هاجموا المدينة القديمة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة ومن ‏ضمن الحارات التي تم مهاجمتها حارتنا – حارة السواني أسفل قلعة القاهرة من الجهة الشرقية – رغم أن ‏حارتنا هادئة ولا يتواجد فيها أحد من المطلوبين أو أي مسلحين يتبعون أي جهة معينة”

ويوضح قائلا ” وفي تاريخ 2019/3/23م قامت بعض من هذه العناصر المسلحة بالدخول ‏إلى حارتنا وانتشرت في مداخل الحارة وكان شقيقي متواجداً في بقالته المتواضعة لبيع الخضروات ‏والفواكه تقع أسفل منزلنا المكون من ثلاثة أدوار وكعادته اليومية يقوم بفتح بقالته بعد صلاة الفجر ثم ‏يقوم بإغلاقها الثامنة صباحاً ليصعد إلى المنزل لتناول وجبة الإفطار في الدور الثاني حيث ‏يعيش مع زوجته وأولاده والعودة مجدداً لبقالته”.

ويضيف “في اللحظات التي أراد الصعود فيها إلى المنزل يرافقه ابنه (صقر 11 عاماً ) لتناول الإفطار ناداه مسلحون كانوا متواجدين على الرصيف المقابل لبقالته وعددهم أربعة أشخاص يرتدون الزي المدني وملثمين، طلبوا منه عدم الصعود ‏للمنزل وحصلت بينه وبينهم مهاترات انتهت بإطلاق الأعيرة النارية عليه من قبل أحد المسلحين من سلاح كلاشنكوف ثلاث طلقات نارية اصابته إحداهن في الجانب الأيسر من جسمه تحت منطقة الإبط وخرجت من الجانب الأيمن ، كانت المسافة ما بين شقيقي الذي كان بالقرب من باب المنزل وبين المسلحين الذين قاموا بإطلاق النار عليه 10 أمتار تقريبا.

ويردف بالقول ” قام شقيقي بالصعود للمنزل بصعوبة بالغة نتيجة لإصابته بالطلق الناري وحاول المسلحون أن يتبعوه للمنزل وعند وصوله للدور الثاني شاهده كل من كان بداخل المنزل وهم زوجتي وزوجته وأطفالنا والدماء تسيل من منطقة الإصابة في الجانب الأيسر من جسمه حينها سقط على أرضية الصالة وفي ذلك الوقت تعالت الأصوات بالصياح وتعالت أصواتهم بالبكاء وأرعبهم المنظر الدامي، كانت زوجته تصرخ وتصيح من نافذة المنزل لكي يسمعها سكان الحي مرددة قتلوا نجيب وفي تلك اللحظات غادر المسلحون الحي بعد أن شاهدوا سكان الحي يتوافدون الى منزلنا لرؤية ما حدث”‎٠‏

‏ويتابع “كانت الساعة عند الثامنة والربع صباحاً حين بدأت عملية إسعافه من قبل ثلاثة اشخاص من أبناء الحارة إلى مستشفى الجمهوري وعند وصولهم للمستشفى اعتذر الاطباء العاملين فيه عن تقديم المساعدة الطبية العاجلة له بحجة عدم توفر الامكانيات الطبية وربما كان ذلك لأسباب أخرى وشقيقي كان في حالة نزيف، وتم نقلة بعد ذلك الى مستشفى الثورة وكان وصولهم عند الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً وأدخلوه قسم الطوارئ وباشر الأطباء في تقديم الإسعافات الأولية وتضميد جراحه وإيقاف النزيف”.

“بعدها بعشرين دقيقة تقريبا تم اقتحام قسم الطوارئ من قبل ستة أفراد من رجال الأمن يرتدون الزي العسكري وطلبوا من الأطباء عدم معالجته بذريعة انه قناص ويتبع كتائب ابي العباس وغيرها من التهم ، كان شقيقي يرد عليهم بأنه صاحب بقالة متواضعة يبيع فيها خضروات وفواكه وليس له علاقه بأحد، أخبرهم أنه لم يحمل السلا ح في حياته قط، بعد ذلك حاولوا اختطافه لكن محاولتهم باءت بالفشل بسبب تدخل بعض الأطباء وموظفي قسم الطوارئ في المستشفى وطلبوا منهم الخروج من قسم الطوارئ وبعد خروجهم من القسم انتظروا في ‎ممر المستشفى”.

ويوضح قائلا “طلب أحد الأطباء من مرافقي شقيقي نقله لقسم الأشعة في الدور الثاني من المستشفى لعمل أشعة له كما أبلغهم جميعاً بأنه سيقوم بإجراء عملية جراحية لشقيقي بعد معاينة صورة الأشعة وبعد نقله الى قسم الاشعة أقدم رجال الأمن الذين تشاجروا معه في قسم الطوارئ على اختطافه من قسم الأشعة”.

وحول المرافقين الذين قاموا بإسعاف نجيب الحنش يقول شقيقه ” المرافق الاول هرب من المستشفى بعد ما سمع ان رجال الأمن يبحثون عنهم بعد اختفاء شقيقي من قسم الأشعة وتم حبس المرافق الثاني في إحدى غرف المستشفى من قبل رجال الأمن واما الثالث أمسكوا به وأخذوه الى خارج المستشفى باتجاه منطقة عصيفرة وقاموا بتهديده بالتصفية الجسدية إذا لم يقم بالشهادة ضد شقيقي بأنه أحد قناصي كتائب أبي العباس وعندما أخبرهم بانه غير قادر على ذلك وأن شقيقي نجيب مواطن بسيط وليس له ارتباط بأحد أو بجهة معينة حاول رجال الأمن القيام بتصفيته ولكنهم تراجعوا وأقدموا على إطلاق النار عليه عبثاً واتهموه هو أيضاً بأنه من قناصي كتائب أبو العابس وعندما أصيبوا باليأس قاموا بضربة ورميه في أحد الشوارع تاركينه ينزف من أثار الضرب وقام بعض المارة في الشارع بإيصاله الى منزله”.

ويقول “بالنسبة لشقيقي بعد إخفائه في المستشفى من قبل رجال الأمن جاءت إلى المستشفى سيارة نوع هيلوكس بيضاء عليها ملصقات ‎وصور القتيل عبدالله مقبل المخلافي ابن عم القيادي الإصلاحي اللواء صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا) والذي كان مقتله أحد مبررات الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة وكان على متن السيارة الهيلوكس حوالي 5 إلى 7 أفراد مسلحين يرتدون الزي المدني وملثمين”.

ويتابع القول “بحسب إفادة الشهود ودخلوا الى المستشفى قاموا باختطاف شقيقي الذي وتمت عملية اختطافه أمام مرأى ومسمع كادر المستشفى والمواطنين وحراسة المستشفى وتم اقتياده الى خارج المستشفى ، كانوا يركلونه بأرجلهم و يشتمونه الى أن أوصلوه بالقوة وطلعوه خلف السيارة وانطلقوا به الى منطقة عصيفرة بجانب جامع السعيد”

ويضيف “هناك قاموا بتعذيبه بالضرب المبرح أمام مرأى ومسمع الكثير من المارة والقاطنين في تلك المنطقة واستمروا في ضربه الى جانب الشتم والسب وأطلقوا عليه أربع طلقات نارية أخرى سكنت في بطنه وقد وجدت تلك الطلقات عند تشريح جثته مستقرة داخل البطن، وكذلك الطلقة الخامسة التي تعرض لها عند منزله في بداية الاعتداء عليه ظلماً ، إضافة الى الجروح والكدمات السائلة (سائلة عصيفرة) وقد استغرقت قت عملية الاختطاف من مستشفى الثورة وعملية تصفيته ساعة كاملة تقريباً ما بين الساعة العاشرة والحادية عشر صباحاً من يوم السبت الموافق 2019/3/23م”.

المصدر صحيفة “شارع تعز” الالكترونية

 

قد يعجبك ايضا