تعز اليوم
نافذة على تعز

تقاعس السلطات وراء تفشي كورونا في تعز

عبد الله فرحان_ تعز اليوم: 

عندما تتقاعس السلطات عن واجباتها المسؤولة تجاه الانتشار الوبائي في لحظته الأولى يتحول الوباء من ظاهرة صحية إلى كارثة بيئية يصعب السيطرة عليها.

فمنذ أقل من شهر فقط ظهرت في مدينة تعز أولى الحالات الإيجابية التي ثبت رسميا إصابتها بفيروس كورونا كمؤشر أولي لمخاطر بيئية تهدد المدينة.

وبكل أسف كانت حينها سلطات المحافظة التنفيذية والعسكرية والأمنية وحتى الصحية، جميعها منشغلة بمهام دعم وإسناد الجبهات العسكرية واختزلت كافة الأنشطة الوظيفية والمالية وتسخير الإعلام الرسمي والشعبي للشق العسكري دون الالتفات للمؤشرات الأولية التي تنذر بمخاطر تفشي الوباء في موجته الثانية.

وأمام ذلك الانشغال العسكري وتسخير كافة الإمكانات لرفد جبهاته على حساب الجاهزية الصحية سارع الفيروس الوبائي في الانتشار، وبظرف أيام محدودة وجدت مدينة تعز نفسها أمام كارثة بيئية تهدد الجميع وتفتك بالجميع، المواطن والمسؤول على حد سواء دون تمييز.

قيادة الصف الأول في المحافظة كانت هي الشريحة الأولى المعلن عن إصابتها بالفيروس في وقت مبكر، وسقط عدد منها وفيات وعدد آخر حالاتهم الصحية في وضع حرج جدا.

وما زالت الإصابات تتوالى في شريحة القيادات نفسها ناهيك عن السيل الهادر الذي اجتاح أحياء المدينة، وتوسعت رقعته نحو الأرياف مستهدفا عشرات المواطنين يوميا في ظل وضع صحي مفتقر تماما لأبسط الاحتياجات الاسعافية ووضع معيشي يفتقر فيه المواطن البسيط لأقل نسبة معيارية لغذاء صحي يعزز المناعة المقاومة للمضاعفات الفيروسية.

أعتقد بل وأجزم بأن وضع تعز الحالي وضع كارثي يصعب على السلطات السيطرة عليه، وبكل تأكيد لا خيارات أمامنا، سلطة ومجتمعا، لمواجهة هذه الكارثة سوى الالتزام بعدد من الإجراءات اهمها:

1- الحجر الصحي واتباع الإجراءات الاحترازية، ويتوجب على السلطات إلزام الجميع به والتزام قياداتها هي أيضا به دون التخلي أو التنصل عن مسؤولياتها الوظيفية والمؤسسية.

2- إعادة النظر في التبويبات المالية السابقة تلبية لضرورات المستجد الصحي.

3- إعلان الطوارئ البيئية وتسخير كافة الإمكانات لمواجهة الكارثة.

4- حشد الجهود الرسمية والمجتمعية والشعبية وجهات التمويل والدعم المحلية والخارجية لمواجهة كوارث الجائحة.

5- تنفيذ العقوبات الضبطية الإدارية والقضائية بكل حزم ضد المتلاعبين بالإمكانات العينية والمالية المسخرة لمواجهة الكارثة البيئية.

من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.

قد يعجبك ايضا